ليس عجيبا و لا غريبا أن يكون الحل الإسلامي هو ضالة العالم في القرن العشرين أو القرن الثلاثين أو الخمسين. العجيب و الغريب أن يبحث العالم عن حلول تضعها قرائح البشر و عقولهم و يغفل عن الحل الذي وضعه و أنزله خالق البشر و مسوي النفوس.
و لقد كان خروج الأمة عن المنهج متعدد الأشكال و الزوايا و المعالم ، غير أن أكثر أشكال هذا الخروج وضوحا و استعلانا كان في جر الأمة الإسلامية رويدا إلى التورط في التعامل بالربا و إيقاعها في فخاخه مما جعل كثيرا من المفكرين يرون أن توريط الأمة الإسلامية في التعامل بالربا يعد جريمة سياسية و تاريخية بالإضافة إلى كونها جريمة اقتصادية و خلقية و شرعية.
ظهر هذا الكتاب قبل ذلك في مجلة أكتوبر فيما بين ديسمبر 1985 و مارس 1986 ، أي في الصحف المصرية في عهد حرية الصحافة.
و البنوك الإسلامية قد بدأت على الطريق الي انتهى إليه المؤلف ، و ما إن بدأت بشائر نجاحها حتى ظهرت الجهود المضادة لمقاومتها و وضع العراقيل في طريقها و دس العصا في عجلتها. لذلك نقدم هذا الكتاب الذي فيه معالجة صريحة لقضية البنوك و لفتة منصفة للبنوك الإسلامية ، لم يتناول فيه الربا من جانبه الفقهي ، فهذا تركه المؤلف للفقهاء و قد أوسعوه بحثا ، و لكنه تناوله بنظرة المؤرخ عميق الغور و هو أول بحث في موضوعه يعرض و يحلل الغزوة الربوية للعالم الإسلامي و يبحث عن المخرج فجاء جديدا في مادته قويا في حجته