وصل الأمر إلى أن يزعم البعض أن من الأعراق أو الأجناس ما هو أحط من غيرها، مع محاولة إثبات أن هذا له دليل علمي يرجع إلى التكوين الوراثي الذي تحمله الجينات، مما لا يقبل التغيير. ولعل هذا واحد من أشهر الأمثلة لما يمكن أن يترتب على رواج نظرية الحتمية البيولوجية التي تستخدم لتفسير وتبرير أوجه عدم العدالة في اﻟﻤﺠتمع، بأن تجعلها تبدو علميا كأنها طبيعية ومحتومة بالوراثة. وينبري مؤلفو هذا الكتاب لهذه المزاعم فيفندونها في دحض كامل لنظرية الحتمية البيولوجية وما تدعيه من تعريفها لطبيعة الإنسان المحتومة وراثيا، ويتم ذلك من خلال دراسة نقدية علمية مسهبة وشيقة عن طبيعة الوراثة والبيئة في عدة موضوعات هامة من بينها نظرية معامل الذكاء، وما تدعي من وجود فروق أساسية بين الأعراق وبين الجنسين، ومشاكل علاج الأمراض العقلية، وتحويل أصول المشاكل الاجتماعية إلى مسببات طبية وراثية، وغير ذلك من نظريات البيولوجيين الاجتماعيين التي ترد سلوك الإنسان في تبسيط مخل إلى عامل أساسي واحد هو الوراثة. وفي هذا كله يوضح المؤلفون في تحليل علمي متمكن، ومن خلال منظور تاريخي التأثير المتبادل بين الأيديولوجيا والعلم