الحياة في البلدة بين الخوف من الوشاية والاشتياق لمن يقاتلون في الجبهة. وعندما تحين ساعة إخلاء المنطقة لأسباب أمنية يبدأ في شق طريقه مع زوجته والصغير خوليو؛ يد العون في إخماد ألمه الناجم عن غياب ابنيه الجنديين. يبدو أن مستقبلا مُحصنًا ينتظرهم في المدينة الشفافة، تلك المدينة المُبهجة بصورة غريبة والتي كل ما فيها ملكية عامة. هناك؛ تختفي الذكريات ويختفي معها أي ملمح للخصوصية، بما فيها خصوصية الشعور بالخوف، حتى تلك اللحظة، التي يستيقظ فيها الوعي ويذعن لتقبل التبعات.
"قصة كافكاوية وأورويلية عن السُلطة والتلاعب الجماعي. أُمثولة عن مجتمعاتنا المُعرّاة أمام نظرات وأحكام الجميع. ودون السقوط في فخ الوعظ الأخلاقي، عبر صوت الرواي المتواضع المتأمل الذي لا يخلو من حس الفكاهة المفاجئة، يبني المؤلف حكاية مبهرة عن المنفى والخسارة والأبوة والمشاعر. حبكة مدهشة. كل صفحة تقودنا نحو نهاية صادمة يظل صداها يتردد داخل القارئ لفترة بعد انتهاء الكتاب