يا قرائي الأعزاء, إن هذا ليس شيئاً من الماضي البعيد! أنتم مولعون بالحوادث المرعبة, وتستلذون قراءة روايات الرعب, ولا تنفرون من أن تدغدغ أحاسيسكم النزوات المعذبة. ولكنني عرفت أهوالاً حقيقة, أهوال الحياة اليومية , وأعرف أن من حقي أن أدغدغ مشاعركم, وأثير فيها الخوف, بأن أروي عليكم, هذه الأهوال بحيث تعرفون حق المعرفة
أين تعيشون, وكيف تعيشون؟
أنا مغرم بحب المخلوقات البشرية, وأرفض أن أكدر إنساناً , وأرى أنه لا ينبغي علينا أن نكون عاطفيين, أو أن نخفي الحقيقة الأليمة وراء عبارات زائفة خداعة. يجب أن نقف في صف الحياة, وأقرب ما يكون إليها, وينبغي أن نهرق فيها كل ما في قلوبنا وأذهاننا من خير و سمو إنساني .
مكسيم غوركي