طيَّارٌ فَذٌّ، وشاعرٌ حالِم، ومُخترِعٌ مُولَعٌ بالآلاتِ الميكانيكيَّة؛ يقرِّرُ الانطلاقَ في رحلةٍ جوِّيةٍ مَحفُوفةٍ بالمَخاطِر. لمْ يقتنعْ جويس أرمسترونج بأنَّ اختفاءَ زُملائِه الطيَّارِينَ كانَ مُجرَّدَ حادِث، ولا سِيَّما بعدَ تَكرارِ اختِفائِهمْ وبَقاءِ حُطامِ طائراتِهِم. يقولُ أصدقاءُ أرمسترونج المُقرَّبونَ القليلونَ إنَّه كانَ غريبَ الأطوارِ قليلًا بسببِ تأثُّرِه بمَوتِ أصدقائِه، ومِن مَظاهرِ غَرابتِه مثلًا أنَّه كانَ يَحمِلُ معَه بُندقيةً أثناءَ تحليقِه في الفَضاء، تُرَى ماذا كانَ يَفعلُ بِها؟ مُفكِّرةٌ ناقِصةٌ بُتِرتْ بِدايتُها وخاتِمتُها، وحُطامُ طائِرةٍ مُتناثِر؛ هُما ما تَبقَّى مِنْ جويس أرمسترونج بعدَ اختِفائِه إلى الأبَد.