لا تطمح هذه الملاحظات بحال من الأحوال فى أن تكون بمثابة عرض نظرى للمبادئ النقدية المعتمدة فى هذه الدراسة. فالنقد الأدبى, مهما وضعت فيه من نظريات, يبقى فنا تطبيقيا. وخير تعرف بمنهج من مناهج النقد هو فى تطبيقه. فخصوبة المنهج تتحدد بالنتائج أكثر منها بالمقدمات.
المنطلق المنهجى فى هذه الدراسة هو التحليل النفسى. ولكن ليكن واضحا من الآن أن التحليل النفسى عندنا نقطة انطلاق لا نقطة وصول. فنحن لا نريد اختزال النص الأدبى إلى سياقة النفسى, بل نطمح, من منطلق هذا السياق, إلى الكشف عن أبعاد جديدة للنص الأدبى. وهى أبعاد قد تبقى معتمة اذا لم تستكشف على ضوء منهج التحليل النفسى. وهذه على كل حال سعة غير موقوفة على هذا المنهج. فكل منهج خصب قمين, فى حال مداورته على الوجه الواجب, بأن يعطى نتائج متفردة ونسيج وحدها لا يقدر على الوصول إليها أى منهج آخر بديل