تأتى خطورة الرسالة التى يوجهها برنارد لويس فى "أين الخطأ؟" من حيث تأثيرها على الرأى العام الغربى وصناع القرار فيه على وجه الخصوص، على ضوء ما لقيه الكتاب من إهتمام واسع، وهو يستدعى الإهتمام بطرح وجهة نظرنا على الرأى العام الغربى دحضا لما حفل به الكتاب من مغالطات وافتراءات، فلا تكفى جهود إدوارد سعيد وحدها فى كتابه "الإستشراق" -رغم ما أثاره من ضجه فى الأوساط العلمية- وما وجهه من نقد لكتابات "برنارد لويس" ولا بد من جهود علمية منظمة فى هذا السبيل.
وإذا حاولنا أن نبين موضع الخطأ فى كتاب برنارد لويس الجديد / القديم، نجده يتمثل أولا، فى المنهج الذى اتبعهفى هذا الكتاب، بل وفى غيره من الكتب التى سبقت الإشارة إليها، والتى إستولدها هذا الكتاب، فهو يركز دراسته على الدولة العثمانية ويعتبرها معبرة عن الإسلام والمسلمين، ولا يرى الإسلام والمسلمين خارجها، فلا يشير لفارس إلا لماما، ويسقط وسط آسيا الإسلامى تماما من إعتباره، كما يفعل الشىء نفسه مع شبه القارة الهندية. فهو يختزل الإسلام فى الإمبراطورية العثمانية، ويختزل المسلمين أنفسهم فى حكام وساسة ورجال هذه الإمبراطورية، وهو إختزال له ما يبرره من وجهة النظر الأيديولوحية للمؤلف الذى يريد أن يقدم الإسلام والمسلمين فى أطار معين بإعتبارهم "خطرا" موجها ضد أوروبا عامة والغرب خاصة