هذا البحث المستفيض الذي يقدمه لنا العالم الجليل الدكتور عبد السلام الترمانيني عن الرق ، ماضية وحاضره ، ليس تاريخيا وصفيا خالصا ، ولا هو دراسة قانوينة خالصة وإنما هو مزيج متكامل من التاريخ والوصف والتأمل والتحليل ، جمع مادته كما يقول في مقدمته من كتب الأدب والتاريخ والأخبار ، ومن تقارير لجنة حقوق الإنسان واللجان الخاصة المتفرعة منها ، ومن تقارير مكافحة الرق والبوليس الدولي أو من مشاهداته الدراسية لأحوال الرق الحديث ، ومع ذلك فقد طبعا تاريخ البشرية ولازماه شران لا يختلف العقلاء على موضع الشر فيهما ، الحرب واستعباد الإنسان للإنسان ومع ذلك تبقى الحروب ويستمر استغلال الإنسان للإنسان كما لو كان ذلك سنة جارية أو قدراً إلهياً مقدورا