يضم هذا الكتاب محاضرة هي أشبه بالمقالة الأدبية منها بالبحث العلمي، وهي كتبت على أساس الاسترسال الفكري وتداعي الخواطر وسيتبين القارئ بعد انتهائه من قراءة هذه المحاضرة بأنها تنقسم إلى قسمين رئيسيين. القسم الأول منها، أريد به بحث الشخصية البشرية بوجه عام. أما القسم الثاني فقد اختص ببحث شخصية الفرد العراقي. ففي القسم الأول يحاول الباحث عرض الشخصية البشرية تلك التي يصنعها المجتمع، لذا فإن الفرد-أي فرد-ما هو في حقيقته إلا صنيعة من صنائع المجتمع الذي يعيش فيه. وقد أهمل في هذا القسم، الناحية الفردية من الشخصية، وركز انتباهه على الناحية الاجتماعية. وعند انتقاله إلى دراسة شخصية الفرد العراقي حاول فحص المجتمع العراقي لمعرفة كيفية نمو الشخصية الفردية فيه على ضوء علم الاجتماع الحديث