«باحثًا عن وجهها في زوايا مُثخَنةٍ بنسيانٍ دامٍ.
وحدي هذه الليلة أشعر بالتآكل،
وشالٌ من شفقِ الأمنيات يُدثِّرني
لمدينة جاوزتْ ربيع العمر،
يُدثِّرها لموتٍ قادم.»
«وحدهم» يُلوِّحون على مدى يوم كامل، لكل ساعةٍ حكاية، كلُّ حكايةٍ تزفُّها قصيدةٌ تمرَّدت على القوالب الثابتة وتحرَّرت ممَّا يُقيدها لتخلق مُناخًا خاصًّا. هذا الديوان هو صرخة العذاب الإنساني، بوح أفراد يعيشون في عالم مليء بكل شيء لكنه يتجاوزهم. «وحدهم» يُتركون في مجابهة أقدار ليسوا ندًّا لها؛ فيستنجدون بالقصيدة؛ يَبثون فيها خوفهم، يَشكُون بها هواجسَهم، يُلقون عليها آيات يأسهم. حزنهم تُشيِّده الكلمات؛ فتأتي القصيدة شفافةً كأرواحهم. لكل ساعةٍ حكايةٌ تُرتلها قصيدة أتت بشكلها الأجدِّ مَلأى بالكثافة والابتكار وتحمل الكثير من «هَمِّهم» في يومٍ لا تشبه ساعاته ما يمكن تخيُّله.