«إنَّ غرابتي لَجزءٌ من غرابةِ تلك القصة؛ قصة أوجدها لي قدَرٌ غريب، والبقية من البشر يجهلون ذلك، حتى أولئك الذين شارَكوني جزءًا منها. كلُّ مَن ضحك عليَّ يجهل ذلك. أنا لا ألومهم؛ فالبشر يجهلون البشر، ولا يعلمون مثلما أعلم؛ أن خلفَ كل إنسانٍ قصة، وأن خلفَ كل قصةٍ قدَرًا، وأن خلفَ كل قدَرٍ إنسانًا، إنسانًا يؤمن بذلك القدر، أو إنسانًا أشبه بي؛ رجلًا لا يمكن تحريكه.»
عاش الطبيب الفرنسي «أنطوان شيلون» طوالَ حياته في صراعٍ نفسيٍّ وعقليٍّ كبير، حاوَل أن يُخضِع كلَّ ما يحدث حوله من أمور حياتية لنظرياته العلمية، غيرَ مؤمنٍ بأن هناك سلطةً عليا فوق كل البشر؛ قوةً خفية تتحكَّم في حيواتنا وتكتب لها بدايتها ونهايتها، قوةً تَفُوق قدراتنا البشرية؛ ألا وهي القدَر. ولإثبات صِدق نظريته بأن الإنسان هو من يتحكم في حياته ومصيره، قرَّر «أنطوان» أن يخوض حربًا مع القدَر، ولم يكن يعلم أن حربه تلك ومن دونِ قصدٍ منه كانت إيمانًا بهذا القدَر، فلا يمكن أن نحارب عدمًا إلا إذا صدَّقنا واعترفنا بوجوده، لكن هل هذه الحرب ستقوده إلى الإيمان بالقدَر والتخلي عن فلسفته العقلية في الحياة، أم سيظل الرجل الذي لا يمكن تحريكه؟