يَبرز لنا دائمًا الوجهُ المُشرِق من قصص العظماء وأصحاب الشهرة، ويَتداول الناس طرائفَهم وحكاياتِهم اقتداءً بهم، أو طمعًا في الوصول إلى مكانتهم، غير أن هذه الحكايات لها وجه آخر، ورواية أخرى لم تُروَ إلا على عجلٍ أو استحياء. حكاياتُ البؤس تُميَّز كل عصر، وخلال التاريخ وردت إلينا قصصٌ عن بعض الذين لازَمَهم البؤسُ حتى الممات، وفي هذا الكتاب يستعرض المؤلفُ باختصار بعضًا منها، والعجيب أن بعض هؤلاء البؤساء كان نابغةَ زمانه في فنٍّ من الفنون أو علم من العلوم؛ فبعضهم كان فقيهًا مُتبحرًا ﮐ «ابن حزم الأندلسي»، أو أديبًا فذًّا ﮐ «ابن المقفع». فكانت مَلَكاتهم مصدرَ حسدِ الآخرين؛ فوُشِي بهم لدى الأمراء، أو اضطهدهم أصحاب السلطان.