المفكر الكبير الدكتور مصطفى محمود يثير في هذا الكتاب قضية متفجرة و هي الشفاعة و سبب الخلاف ان القران الكريم ينفي الشفاعة في الكثير من آياته المحكمة نفيا مطلقا و في آيات يذكرها مقيدة و مشروطة بالإذنالغلهي بينما تروي لنا بعض الأحاديث المنسوبة إلى رسول الله ان محمدا عليه الصلاة و السلام يقف شفيعا يوم القيامة للمذنبين و لأهل الكبائر من امته و انه يخرج من قضى عليهم بالعذاب في النار و يدخلهم الجنة .
و يقول د. مصطفى محمود " اقرأوا السيرة من خلال القرآن تفهمو السيرة أحسن .. و تفهموا الدين احسن ..و لا تستخفكم الروايات و الأحاديث التي تدخلكم الجنة بغير حساب لمجرد انكم تلفظتم بكلمة التوحيد .. فالتوحيد ليس مجرد كلمة و أنما حقيقة تملأ القلب و يترجمها العمل و يؤكدها السعي في الأرض و في مصالح الناس و تعبر عنها حركة الحياة بأسرها ".
و الثوابت القرآنية تتناقض تماما مع مرويات الأحاديث النبوية عن اخراجه لمن يشاء من أمته من النار مما يؤكد انها لا يمكن ان تكون قد صدرت عن النبي .
و الكتاب "محاولة فهم" معنى الشفاعة كما وردت في القرآن و كيف انها تختلف عن معنى الشفاعة بمفهومها الدنيوي و كيف ان محكمة الآخرة هي غيب لا يمكن قياس ما يجري فيها على محاكمنا و على دنيانا المليئة بالتدليس و الشبهات