إن استعمار افريقيا بوساطة الدول الأوروبية قد بدأ منذ القرن الخامس عشر حين قدمتها أساطيل هذه الحكومات وأقامت فيها الحصون والمراكز التجارية من أجل تجارة الرقيق ، ولو أن هذا القدوم لم يصاحبه استغلال للأرض بل صحبه فقط استغلال للسكان ، على نحو ما جرى العمل في تجارة الرقيق .
وإذا كانت تجارة الرقيق قد خمدت بعض الشيء ، حتى انتهى أمرها في منتصف القرن التاسع عشر ، فإن استغلال الأرض والسكان لم يتوقف بل بدأ بوساطة الشركات التجارية لفترة قصيرة لا تتجاوز عشرات السنين ، لتبدأ خطوة جديدة هي دخول الحكومات الأوروبية دخولاً صريحاً ، ترتب عليه استغلال أرضها وسكانها لصالح الدولة صاحبة السيادة .
وعلى هذا الأساس جرى العمل في تأليف هذا الكتاب . حين بدأ التأريخ للاستعمار الأوروبي لإفريقيا بحركة الكشوف الجغرافية التي قامت في القرن الخامس عشر . ويتتبع تطور علقة الدول الأوروبية بإفريقيا إلى وقت دخول الحكومات الأوروبية دخولاً صريحاً ، ثم مدى علاقة هذه الحكومات بشعوب هذه المستعمرات لما هي خاضعة لها . ولكن لا يتتبع الكتاب الحركات التحريرية في هذه المستعمرات .