الاسم الكامل لهذا الكتاب هو: "دمشق: صور من جمالها، وعبر من نضالها"، وهو اسم يوحي بأن مقالات الكتاب وصفية أو تاريخية. والحقيقة أن فيها من ذلك الكثير، لكن في الكتاب أيضاً صوراً من الأدب وفيضاً من المشاعر والأحاسيس هي أقرب إلى "حديث النفس"، بل إن فيه فصولاً من الذكريات، مثل مقالة "ساقية في دمشق" (وفيها أشتات من ذكريات الدراسة في الكتّاب) و"مكتب عنبر"، وهذه الأخيرة كانت في الأصل مقدمة كتبها المؤلف لكتاب أصدره ظافر القاسمي عن مكتب عنبر سنة 1963. ومكتب عنبر هو اسم المدرسة الثانوية التي درس فيها علي الطنطاوي والتي كان لها أثر كبير في حياته، ولذلك لم يكن غريباً أن تثير كتابة هذه المقدمة مشاعره وأن توقظ ذكرياته