"الأب أنستاس ماري الكرملي؛ حياته ومؤلفاته (1866-1947)" كتاب اختصر فيه مؤلفه ما يقارب القرن من حياة رجل ملأ دنيا الأدب واللغة وشغل الناس بعطائه الذي لا يتوقف. شغل الصحف وقراءها، والمجلات والمهتمين بها، ودور الكتب الغنية بامهات كتب التراث، والمولغين بلغتهم الأم والفاخرين بما أنتج رجالها. وأصدر أهم مجلة عربية 0لغة العرب) كما اختصر الأب الكرملي علوم العربية وآدابها.
والحقيقة تكمن في مقدرة المؤلف على الإيجاز الشديد الذي يختصر المسافات ويقدم اللؤلؤ الثمين على طبق من الكلم الموجز المصفّى.
كان الأب الكرملي، طيب القلب، نقي السريرة، متواضعاً، لم يكن للمظاهر الخلابة مكاناً عنده، فلم يكن يحفل بكثير من الأمور التي يوليها الناس شطراً كبيراً من اهتمامهم، لقد كان راهباً كاملاً جمع بين فضيلتي التقوى والعلم