إنه أجمع كتاب في علم الوعظ، كتبه الإمام الحافظ عبد الرحمن ابن الجوزي؛ ردًّا على ما كان يُذيعه بعض الغلاة من تخويف وترويع وحضٍّ على نبذ الدنيا وترك العمل لها.
وقد رتَّبه المصنف على طبقات، ولكل طبقة فصول وأبواب .. وجمع فيه ما يتصل بعقيدة التوحيد وأركان الإسلام، وأخلاقه، و آدابه، وتنظيمه للعلاقات .. والأهم من ذلك أنه استخرج مادة الكتاب من القرآن والسنة الصحيحة في أغلب الكتاب
.. كما ضمَّن هذا الكتاب الحافل روائع من الشعر الإسلامي المعبر عن رؤية الحياة من منظار الإسلام .. ولم يكن هذا الشعر في معظمه ضعيفًا ولا ركيكًا .. ولكنه شعر قويٌّ في صياغته، جميلٌ في ُصوَرِه .. وهذا الشعر بحاجة إلى من يفرده بالدراسة النقدية؛ ليكشف عن حقيقة الأدب الإسلامي وجوهره .. إنه كتاب يثقف العقول، ويوقظ الهمَّة، ويجدِّد العهد بين المسلم ودينه القويم