«إنَّ السَّعيَ وَراءَ لُقْمةِ الخُبزِ يَمتَصُّ حَياةَ المَرأةِ مُنذُ شُروقِ الشَّمسِ حتَّى غُروبِها، فَلَا تَكادُ تَجِدُ الوَقتَ لتَلتقِطَ أَنْفاسَها، أوْ تَنظُرَ لنَفْسِها في المِرْآةِ لتَعرِفَ أنَّها امْرَأةٌ أوْ رَجَل.»
في غِمارِ سَعْيِها لكَشفِ مَا تُعانِيه المَرْأةُ مِن مُعضِلاتٍ يَوْميةٍ تُؤرِّقُ حَياتَها وتُفسِدُ مَعِيشتَها، تَكشِفُ «نوال السعداوي» هُنا عَن حَقائِقَ وأَرْقامٍ وإِحْصاءاتٍ تُشكِّلُ جَمِيعُها مُشْكلةَ المَرْأةِ المِصْريَّة. جمَعَ الكِتابُ بَينَ الدِّراسةِ الأَكادِيميَّةِ مِن حَيثُ الدِّقةُ والأَهْدافُ والخُطُوات، وبَينَ المُعايَشةِ الإِنْسانِيةِ الدَّافِئةِ لمُشكِلاتِ الخِتانِ والجِنسِ والاقْتِصادِ عِندَ المَرْأةِ المِصْرية. وبطَرِيقتِها المَعْهودةِ في الحِكايةِ يَبرُزُ الجانِبُ الأَدَبيُّ في تَدوِينِها، لتُخرِجَ لَنا مَرْجِعًا عِلْميًّا نَستطِيعُ مِن خِلالِه استِئنافَ النِّقاشِ حَولَ مُشكِلاتٍ حَرِجةٍ تُواجِهُ المَرْأةَ داخِلَ المُجْتمعِ المِصْري.