«عَلى المَرأةِ أَنْ تُدرِكَ أنَّها ستَدفَعُ ثَمنَ الحُرِّيةِ التي ستَنتزِعُها لنَفسِها، لكِنْ عليها أَنْ تُدرِكَ أنَّها تَدفعُ ثَمنَ العُبودِيةِ التي تَعيشُها، والأَفضَلُ لها أَنْ تَدفعَ الثَّمنَ وتَكونَ حُرةً عَلى أَنْ تَدفعَ الثَّمنَ وتَكونَ عَبْدة. بَل إنَّ الثَّمنَ الذي تَدفعُه في العُبودِيةِ أَكبرُ مِن ذَلِك الذي تَدفعُه مِن أَجلِ تَحرُّرِها.»
لاقَتِ المرأةُ على مَرِّ العُصورِ أَلوَانًا مِن الِاضطِهاد، فوَأَدَها العَربُ فِي الجَاهِليةِ، وكذلِك فَعلَ الصِّينيُّونَ بأَشْكالٍ أَكثرَ قَسَاوة، وفِي العُصورِ الوُسطَى الأُوروبِّيةِ لاقَتْ صُورًا مِنَ التَّعذِيبِ لِأتفَهِ الأَسْباب. يُناقِشُ الكِتابُ السُّلطةَ الأَبَويةَ التي فرَضَها الرَّجلُ المِصريُّ عَلى المَرأةِ داخِلَ الأُسرةِ وخَارِجَها، ومُطالَبتَهُ لَها بالْتِزامِ البَيتِ وعَدَمِ المُشارَكةِ فِي العَمَل، وغَفَل عَن أنَّ نِسبةً كبيرةً مِنهُن فلَّاحاتٌ يَخرجْنَ كُلَّ يومٍ إلى الحَقلِ يُمارِسْن العَديدَ مِنَ الأَعْمالِ الشَّاقَّةِ لِيُشارِكْنَ فِي الحَياةِ الاقْتِصادِية؛ فلِمَاذا لَم يُطالِبِ الرَّجُلُ بعَودتِهنَّ إلى بُيوتِهن؟ لِذا تُنادِي «نوال السعدواي» هنا بتَحريرِ المَرأةِ مِنْ عُبودِيةِ الرَّجُلِ فَيكونُ لها كِيانُها الاقْتِصادِيُّ والاجْتِماعِيُّ والنَّفسِيُّ … المُستقِل.