إن مؤلفات عهد الاستعمار حول المغرب، لا تزال تؤشر في أذهان الأجانب، إن الباحث الأمريكي يتسرع في جمع المعلومات حول ما في المنطقة دون أن يكون مؤهلاً لنقدها والتمييز بين أنواعها. يتهافت على الفرضيات التي يتحفظ حتى أصحابها عند تقديمها فيأخذ كحقائق نهائية. يجهل العربية والبربرية ويهدف إلى فهم الحالة القائمة فلا يهمه من التاريخ إلا ما هو لازم أكاديمياً وما يسهل إدراك المشكلات الاجتماعية والسياسية، فيستهويه ما كتبه الفرنسيون ويعطيه قيمة أعلى من قيمته. والباحث الأمريكي ليس إلا مثلاً على كل الدارسين الأجانب. وقد رأى الدكتور عبد الله العروي من موقعه كأستاذ في إحدى الجامعات الأمريكية، والحالة هذه أنه من المفيد تقديم نظرية مغربية على تاريخ المغرب، مقتصراً على تقديم تأويلات جديدة للأحداث والوقائع. ناقداً مؤرخين عديدين بحدة وصرامة. وعلى ضوء ذلك يمكن القول بأن الكتاب هو مراجعة نقدية للمؤلفات حول تاريخ المغرب، وهو أيضاً قراءة للماضي المغربي، لذا سيلحظ القارئ فقدان الكتاب لوحدة الأسلوب، وعلى نحو آخر، تغير الهجة في بعض المواضيع، لكن في كل صفحاته سيبقى هناك سؤال واحد مطروح حو مصداقية ما كتب في هذا التاريخ وحوله