استخدم الدين- فى عصور التاريخ المختلفة - لتبرير العدوان على الشعوب واغتصاب أوطانها- فعلها الصليبيون على أرض فلسطين فى العصور الوسطى، وها هم الصهاينة يفعلونها على الأرض ذاتها فى القرن العشرين . بيد أن استخدام الدين فى العصور الوسطى لخدمة الأغراض السياسية يتجسد فى أوضح صورة فى الحركة الصليبية وذلك إلى حد نسج أيديولوجية تدعى الانتساب إلى الدين، على حين أن هذه الأيديولوجية فى حقيقة أمرها تناقض الاتجاهات الأصلية الأساسية فى هذا الدين. وقد تجلى الإفلاس الأيديولوجى فى حملة الأمراء . هذه الدراسة تحاول رصد تطورات الخلفية الأيديولوجية للحركة الصليبية خلال أحداث الحملة الأولى ومزودة بملاحق تضيف ثراءًا إلى ثرائها