فيكتور كرافتشنكو: أحدُ أشهر المُنشقِّين عن الاتحاد السوفييتي في أربعينيات القرن المُنصرِم، وصاحبُ الكتاب الأكثر بيعًا في الولايات المتحدة وأوروبا؛ «آثرتُ الحرية». وُلد «فيكتور كرافتشنكو» في ١١ أكتوبر ١٩٠٥م لعائلةٍ أوكرانية، حصل على تعليمه الأوَّلي حتى التحق بأحد المعاهد الروسية لدراسة هندسة التعدين، وهناك تَعرَّف على الزعيم السوفييتي «ليونيد بريجنيف». انضمَّ إلى الحزب الشيوعي السوفييتي عامَ ١٩٢٩م، وعلى الرغم من حماسه الشديد للانضمام إلى الحزب، فإنه أُصيب بخيبةِ أملٍ كبيرة نتيجة الانتهاكات الإنسانية التي مارَسَتها الدولة ضد العاملين في مصانع الصُّلب في أوكرانيا، وحملات الاعتقال الواسعة. كما خدم في الجيش السوفييتي حتى أصبح في عام ١٩٤٣م رئيسًا للَجنة المشتريات السوفييتية في واشنطن، المختصة بشراء الأسلحة من الولايات المتحدة وتصديرها إلى روسيا أثناء الحرب العالمية الثانية، لكنه تَخلَّى عن منصبه في ٤ أبريل عام ١٩٤٤م وطلب اللجوءَ السياسي في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من مطالبة الاتحاد السوفييتي بتسليمه بصفته خائنًا، فإنه حصل على حق اللجوء، وإن استتر تحت اسمٍ مستعار تجنبًا لمحاولات اغتياله المتكررة. وفي عام ١٩٤٩م تَعرَّض لحملةِ تشهيرٍ واسعة؛ فقد اتُّهم بالخيانة، والتهرُّبِ من الخدمة العسكرية، والخللِ العقلي، وعلى الرغم من مُحاكَمته بهذه التُّهم في مُحاكَمةٍ كبيرة أمام القضاء الفرنسي عُرفت بمُحاكَمة القرن، فإن الحُكم القضائي قضى بتعرُّضه لحملة التشهير ظلمًا. له عدة مؤلَّفات، أشهرها مذكراته الشخصية التي كتبها عام ١٩٤٦م تحت عنوان «آثرتُ الحرية»، والتي ضَمَّنها شهادةً لكل ما جرى وشاهَده في الاتحاد السوفييتي، وكتاب «اخترت العدل» عام ١٩٥٠م. لقي «كرافتشنكو» مصرعه في ٢٥ فبراير ١٩٦٦م نتيجةَ إصابته بعيارٍ ناريٍّ في رأسه، وقد اختلفت الآراء حول حقيقة موته؛ هل كان انتحارًا أم اغتيالًا؟